منذ البداية أسَّس الشيخ عبد الله مع أخيه الأكبر -رحمهما الله- شركة عائلية، تهدف لتحقيق نمو استثماري، في ظل رؤية قيميّة، تسهم في صناعة أثر إيجابي في المجتمع.
وُلد عبد الله بن إبراهيم السبيعي عام ١٩٢٣م في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم، ونشأ مع أخيه يتيمَين في كنف أمهما. وتحت وطأة التحديات الاقتصادية؛ ارتحل أخوه الأكبر محمد إلى مكة المكرمة، بحثًا عن مصدر للرزق، ثم لم تلبث أن لحقته الأسرة كلها.. وفي مكة واصل عبد الله تعليمه، وبدأ رحلة العمل إلى جانب طلب العلم، الذي لم ينقطع شغفه به على امتداد حياته العامرة.. من الصفر بدأ عبد الله مسيرته، وقد تشرّبت روحه قيم الإسلام وتعاليمه، وصقلت فكره دروسُ الحياة وتجاربها، فأراد منذ البداية أن تكون تلك البصمة الأخلاقية إرثًا تحتفي به ذريتُه جيلاً بعد جيل.
في الوقت الذي كان يواصل فيه تعليمه، بدأ عبد الله العمل في متجر عمه، ثم دخل في شراكة مع أحد تجار الأقمشة والمنسوجات، وتعلم أسرار عدد من المهن، قبل أن يؤسس مع شقيقه عام ١٩٣٣م شركة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي، في سوق الجودرية، بمكة المكرمة. بدأ الشقيقان نشاطهما التجاري في مجال المنسوجات، والمواد الغذائية، والصرافة، وسرعان ما عُرفا عند أهل السوق بالنزاهة والصدق
في السوق اكتسب الشقيقان الكثير من المعارف والخبرات، وأتاح لهما الاحتكاكُ بالحجَّاج أُفقًا رحبًا من معرفة الثَّقافات، والاطِّلاع على التَّجارب.. ثم انتقلا إلى جدة باعتبارها نقطة الانطلاق التالية في نمو أعمالهم، حيث بدأت مرحلة جديدة من التوسع واقتناص فُرَص الاستثمار
بدأت رحلة تنويع استثمارات الشركة، بالتوسع في الصرافة، وتجارة المنسوجات، والثروة الحيوانية، ثم التصنيع، ثم الاستثمار العقاري، وامتد نشاطها الاستثماري إلى أنحاء المملكة، ونجحت في منافستها على عدد من عقود المشاريع الحكومية، وظلت استثماراتها تنمو، ومواردها تتنوع، وخبراتها تتراكم، ونجاحاتها تتوالى.
على مدى عقود، أحرزت الشركة نجاحات كبيرة، وحققت نموا متزايدا، واستطاعت أن تؤسس منظومة متكاملة من الخبرات والعلاقات، وأصبحت رقما صعبا في سوق الاستثمارات السعودي، وكان لها دور في استقطاب عدد من البنوك الأجنبية إلى السوق السعودية، وفي عام ٢٠٠٤ توجت مسيرتها بتأسيس (بنك البلاد)، أحد أسرع البنوك السعودية نموا، وأكثرها ربحية في السوق السعودية.
في عام ٢٠١٠ اقتسم الشقيقان جميع استثماراتهما، واختتما شراكتهما كما ابتدآها بالصدق والنزاهة والإحسان، وأسس الشيخ عبد الله شركة إيمز القابضة، التي انطلقت من رصيد نجاحات تلك العقود، ورسمت ملامح استثمارات مستدامة في سوق المال، والتطوير العقاري، والصناعة، والضيافة، ووسعت نطاق عملها إلى آفاق دولية، وطورت مواردها وكفاءاتها، وقدمت منظومة متكاملة من الحلول المبتكرة، لصناعة النمو الهادف لتبقى القيم التي رسخها الشيخ عبدالله بصمةً مميزةً في منهجية الشركة.